قصص وعبر | قصة الشجرة المعطاءة

مقدمة عن القصة

قصة الشجرة المعطاءة هي من قصص وعبر للأطفال يقدمها لكم موقع حكايات أطفال المعروف بأنه يحتوي أفضل قصص وحكايات للأطفال الصغار.

تصنف قصة الشجرة المعطاءة علي أنها من قصص وعبر تحكي عن الصداقة وعن الحب الغير المشروط للطبيعة وعن ولد وشجرة تفسر وتوضح واجبات الطفل اتجاه البيئة وسنتعرف علي تفاصيل القصة معاً في الأسفل.

قصص وعبر | قصة الشجرة المعطاءة
قصص وعبر | قصة الشجرة المعطاءة

القصة

في غابة على أطراف مدينة كان هناك شجرة خضراء كبير لها أغصان طويلة وكثيفة وأوراق خضراء كثيرة تتمايل بلطف مع الهواء فتأتي إليها الطيور من أماكن بعيدة وتغرد أجمل الأغاني.

كانت شجرة جميلة وسعيدة ارتبطت بعلاقة خاصة مع ولد صغير من قرية قريبة حيث كان يأتي إليها يوميا بعد المدرسة ويأكل من تفاحها ويلعب معها الغميضة.

كان الصبي والشجرة يتحدثان لساعات وساعات واعتاد أن يشاركها في كل شيء مثل أفكاره وخططه المستقبلية وأحلامه وإحداث يومه في المدرسة.

كانت الشجرة تنصت إلى الولد وتضحك معه وكانا يتفهمان بعضهما فتوطدت علاقتهما كثيرا وكان الصبي يصنع من الأوراق تاج ويتظاهر بأنه ملك ويتسلقها ليتأرجح على أغصانها.

اقرأ أيضا : قصص وعبر | قصة الزمار السحري والفئران.

وذات مرة قال الصبي :- الماء نظيف وبراق يا شجرة.

فقالت الشجرة :- هذا صحيح.

فقال الصبي :- أنت محظوظة فلديك أجمل منظر الماء البراق غروب الشمس والنسيم فلا عجب أنك سعيدة أتمنى أن أعيش هنا.

فقالت الشجرة :- الماء والشمس والنسيم هنا دائما وأشعر بالسعادة لأنك معي.

فقال الصبي وهو سعيد :- أنت أفضل شجرة أحبك.

فقالت الشجرة :- وأنا أيضا.

كان يتحدث الصبي لساعات مع الشجرة وبعد حديثه ولعبه اعتاد أن يستريح في ظلها ومر الوقت وكبر الولد وأصبح له أصدقاء جدد فانشغل وقلت أوقاته مع الشجرة.

اقرأ أيضا : قصص وعبر | قصة النملة والجندب.

أحبت الشجرة لحظاتها القليلة معه وذات مرة سألها الصبي الذي أصبح مراهق :- ألا تكرهين غروب الشمس أو سقوط أوراقك في الشتاء؟

فقالت الشجرة :- نعم قد احزن ولكنني اعلم أن الشمس ستعود في الصباح وان الأوراق ستعود في الربيع فانتظرهم.

فقال الصبي :- حقا ولكن غروب الشمس جميل أيضا أنت محظوظة يا شجرة فلديك منظر مدهش أتمنى أن أعيش هنا.

فقالت الشجرة :- لا أعلم حقا ما هو الحظ ولكن الشمس هنا دائما وأحب أن أشاركها معك ويمكن أن تعيش هنا فأنت تحب هذا.

فقال الصبي :- الأمر ليس سهلا فليس لديك مسؤولية أما أنا فاعمل لأكون مهما واصنع مستقبلا حتى أكون سعيدا.

اقرأ أيضا : قصص وعبر | قصة غياب الأب.

فقالت الشجرة :- الست سعيدا الآن؟

فقال الصبي :- أجل وأريد المزيد.

توقف الولد تدريجيا عن زيارة الشجرة وظلت هي وحيدة في انتظار أن تراه ثانية.

وفي يوم جاء الولد لزيارته وكانت الشجرة سعيدة به ودق قلبها في كل خطوة يخطوها نحوها وحين اقترب نادت عليه الشجرة وقالت :- مرحبا بك تعال وتسلقني وتأرجح على أغصاني وكل من تفاحي لتكون سعيدا.

فقال الصبي بعد أن أصبح شاب :- لقد كبرت على التسلق والتأرجح على الأغصان.

اقرأ أيضا : قصص وعبر | قصة حبات البازلاء.

فقالت الشجرة :- أترى مشهد الغروب طالما أحببته.

فقال الشاب :- أنا منشغل جدا وأريد أشياء كثيرة وأريد أن أشاهد العالم.

فقالت الشجرة :- لماذا تبدو حزينا؟

فقال الشاب :- أنا احتاج المال هو الشيء الذي يجلب السعادة.

لم ترغب الشجرة في رؤيته حزينا فقالت له :- هيا خذ تفاحي وقم ببيعه في السوق وستحصل على المال للأسف أنا ليس لدي مال لدي فقط تفاح وأوراق.

فقال الشاب :- أهذا صحيح؟ أيمكنني هذا؟

فقالت الشجرة :- وهل ستصبح سعيدا هكذا؟

فقال الشاب :- أجل، شكرا يا شجرة أنت الأفضل.

فتسلق الولد الشجرة وجمع كل التفاح منها وذهب لبيعهم في السوق شعرت الشجرة حينها بالسعادة لمساعدة الولد ولكنها حزنت لابتعاده عنها طويلا.

ومرت الأعوام وتأتي الطيور لتغرد أغانيها وترحل والشجرة واقفة وحيدة على حافة التل تنتظر أن يأتي الولد لزيارتها.

وفي يوم عاد الولد ثانية فاهتزت الشجرة من السعادة وقالت له :- مرحبا بك تعالى وتسلقني وتأرجح على أغصاني لتكون سعيدا.

فقال الولد :- ليس لدي وقت للتسلق أنا منشغل فقط تزوجت أصبح لدي زوجة وأطفال.

اقرأ أيضا : قصص وعبر | قصة سر الأميرات.

فقالت الشجرة :- لقد كبرت حقا ولكن لم لا تبدو سعيدا أليس هذا ما أردته؟

فقال الولد :- اشعر بالقلق وسأكون سعيدا إذا بنيت منزلا لأسرتي ليشعروا بالدفء والأمان.

فقالت الشجرة :- ليس لدي منزل لك فالغابة منزلي ولكن لدي أغصان يمكنك أن تقطع وتصنع منها منزلا فتصبح سعيدا.

فقال الولد :- شكرا يا شجرة.

فتسلق الولد الشجرة وقطع جميع اغضانها وأخذها وحينها شعرت الشجرة بالسعادة لمساعدة الولد ولكنها حزنت لابتعاده عنها طويلا.

ومرت الأعوام ولم يأتي الولد لزيارة الشجرة ولم تصبح قادرة على محادثة الطيور التي أصبحت تحوم وتطير بعيدا عنها فلم يعد هناك أغصان لتغرد عليها.

وكانت دائما ما تسأل الطيور عن الولد لكن لم يره أحد فكبرت الشجرة وحيدة واقفة على التل تحاول البحث عن الولد حينها شاهدت المدينة تتغير والمروج الخضراء تختفي وتظهر مكانها الطرق والمباني.

وشاهدت الأشجار وهي تقطع من الجزور لتبنى مكانها الأبراج وأتى الكثير من الناس للقطع الغابات وبناء منازلهم وفقدت الغابة لونها الأخضر وحزنت الشجرة لدمار منزلها وهو الغابة ولكن ماذا ستفعل وهي مجرد جذع وأصبحت وحيدة جدا وما زالت تنتظر الولد بشوق.

وذات يوم عاد الولد لزيارة الشجر وقد أصبح رجلا كبيرا الآن حينها كانت الشجرة سعيدة لرؤيته حتى عجزت عن الكلام.

ولكن بدا على الولد الحزن وجلس مستندا على الشجرة وهو يبكي تأثرت الشجرة ببكاء الولد ولكن لم يعد لديها أخطأن لتربت عليه ولا تفاح لتساعده به ويمكنه فقط أن يستند عليه.

فقال الشجرة :- ماذا ألم بك؟ ولم أنت حزين؟

فقال الرجل :- تركتني زوجتي وأولادي لا يهتمون بي ولم يعد هناك من يحبني هنا وأريد أن أرحل بعيدا عن هذا المكان ولا أريد العيش هنا.

فقالت الشجرة :- أنت تبحث دائما عن السعادة عليك أن تنتظر وستأتي إليك.

اقرأ أيضا : قصص وعبر | قصة البحث عن عروسة.

فقالت الرجل :- لا سعادة هنا ليتني ابني مركبا وابحر بعيدا عن هذا المكان واستلقي فيه وأغوص في ضوء الشمس.

فقالت الشجرة :- هل سيسعدك هذا؟

فقال الرجل :- نعم، سأكون سعيدا جدا.

فقالت الشجرة حينها :- انصت إلى، قم بقطع جزعي واصنع مركبا وأبحر به بعيدا.

فقال الرجل :- أهذا صحيح؟ شكرا يا شجرة أنت الأفضل.

احضر الولد أدواته وقطع جذع الشجرة وبنى منها مركبا وكان يبدو مرتاحا وسعيدا وشعرت الشجرة بالسعادة من أجله وراقبته وهو يبني المركب ثم وهو يبحر بها بعيدا.

كانت الشمس والنسيم والماء البراق حولها لكنها لم تعد تشعر بأنها محظوظة بل شعرت بالحزن لفراق الولد تماما وهي تراه يبتعد عنها مثلما تحدث معها عن الشمس وقد أصبحت الشجرة مجرد شيء على حافة التل.

ومرت الأعوام وازدادت الشجرة وحدة ولم تعد قادرة على رؤية المباني والتلال ولم تعد قادرة على الوقوف ورؤية المنازل والناس فلم تعد إلا قطعة خشبية على الأرض.

افتقدت الشجرة الطيور ومنظر المراعي الخضراء وإحساس الراحة بالمنزل ولكن الأكثر من كل هذا افتقدت الولد.

وأخيرا عاد الولد إلى الشجرة بعدما تغيرت المدينة كثيرا حيث امتلأت بالمباني واختفت الطبيعة الأم وقطعت الغابة تماما واختفت المراعي الخضراء.

وأصبح الولد عجوزا الآن ويجد صعوبة في التنفس أثناء السير ويحني ظهره ويتكأ على عصاه ويتساءل إذا كان سيجد الشجرة.

وأثناء سير الولد في الطريق إلى الشجرة كان يقول لنفسه :- لقد قضت المدينة على الغابة أتمنى أن أجد شجرتي.

ووجدها كانت هناك حيث تركها ما زالت تنتظر وعندما رأته الشجرة قالت له :- لقد عدت وانتظرتك طويلا جدا.

فقال الرجل العجوز :- نعم عدت وسررت برؤيتك فانا أبحرت لبلد آخر وعشت هناك لسنوات.

وبدا الرجل العجوز يسعل ومتعب من الطريق فقال الشجرة :- تتنفس بصعوبة.

فقال الرجل :- أجل فالتلوث يجعل التنفس صعبا.

اقرأ أيضا : قصص وعبر | قصة الأميرة و 11 بجعة.

فقالت الشجرة :- هذا مؤسف جدا لم يعد لدي شيء فقد اختفى تفاحي.

فقال الرجل :- أسناني لا تقوى على أكل التفاح.

فقالت الشجرة :- واختفت أغصاني ولن يمكنك التأرجح.

فقال الرجل :- لقد أصبحت عجوزا على التأرجح.

فقالت الشجرة :- اختفى جذعي ولن يمكنك التسلق.

فقال الرجل :- ياه! أنا متعب من الطريق فلا أقوى على التسلق فظهري يؤلمني.

تنهدت الشجرة وقالت :- هذا مؤسف أتمنى أن أعطيك شيئا ولكن لم يعد لدي إلا الفتات.

فقال الرجل :- الغابات تختفي والإسمنت ليس هو ما يعطينا الهواء النقي بل الأشجار والمباني لا تشعرنا بالراحة إلى أي مدى يطمع الإنسان يبني المدن ويلوث الهواء ألا يعلم هؤلاء أهمية الطبيعة؟

لم ترد الشجر لان لم يعد هناك ما يقال فأكمل الرجل العجوز كلامه ويقول :- أصبحت عجوزا ومتعبا طوال الوقت وكل ما أريده هو هواء نقيا ومكانا هداء.

استطالت الشجرة قدر المستطاع وقالت له :- حسنا إليك هذا الجذع المقطوع سيناسبك تعال لتجلس اجلس واسترح.

جلس الولد على الشجرة وأخذ نفسا عميقا وشاهد الشمس وهي تغرب في المياه البراقة وشعر بالنسيم الرقيق وقال حينها :- كم أنت محظوظة فلديك أجمل منظر الشمس والنسيم والماء البراق.

ثم تحدث الرجل العجوز والشجرة عن الحياة وكيف يتغير العالم حولهما وحكى الولد قصته للشجرة وشعرت الشجرة بالسعادة.

العبرة من هذه القصة

علينا أن نعلم بأن علاقة الإنسان بالطبيعة أبدية وعلينا أن نحترم الأرض ونحافظ عليها تذكروا الأشجار تحتاج إلى الإنسان كما يحتاج الإنسان إلى الأشجار حافظوا على الغابات وحافظوا الطبيعة.

اقرأ أيضا : قصص وعبر | قصة الأمير السعيد.